ماقبل مباراة الاهلى والمصرى

"الأهلى المتجدد ، والعنقاء ! " .. لا اعرف لماذا أتذكر دوما الطائر الخرافى "العنقاء" الذى نعرف أسطورته منذ قديم الأزل كلما شاهدت حال "الاهلى الكبير" فى ثوبه الجديد ... فبعد ان تخلص الاهلى الى حد كبير من "الارهاق الفنى" الذى عاناه فى الموسمين الماضيين ، وربما جاء هذا التعبير غريبا بعض الشئ للقارئ العزيز ، الا أنها الحقيقة ، فالأهلى كان يفوز بلا اقناع أو امتاع الا فيم ندر .. وها هو يعود أكثر متعة مثل العنقاء تماما التى نفضت عنها الرماد وبدأت تحلق مجددا ... والأهلى الذى ظن البعض أنه سيمر بواحد من مواسمه الأسوأ عبر تاريخه قدم حتى الآن فى الأسابيع الاولى من الدورى أفضل أداء بين أغلب الفرق المتنافسة ، وظهر مثل هذا الطائر الأسطورى محلقا بعنفوان وقوة ربما تعيد الى الأذهان موسم 2005 الأسطورى أيضا ... ويبدو ان "أساطير الاهلى" لن تنتهى أبدا !









ولن تكون مهمة الحفاظ على القمة سهلة أبدا طوال هذا الموسم ، ولن أبالغ حين أقول أمام أى منافس ، فالكل أصبح يظهر قوة لا بأس بها .. ويكفى فوز "الصاعد الواعد – الجونة" على الفريق المميز جدا والمنافس على البطولة "بتروجيت" الأسبوع الماضى ، وتقديم "المنصورة والانتاج الحربى " عروض مميزة جدا حتى الآن .. ناهيك عما يفعله "اتحاد الشرطة" منذ الموسم الماضى مستمرا فى التألق هذا الموسم أيضا .. وهو ما يعنى أن الفائز ببطولة هذا العام سيكون الفريق السوبر الحقيقى لمصر خلال على الأقل ثلاثة مواسم قادمة ، والمتابعة الدقيقة للأسابيع الماضية – رغم كثرة التوقفات – تشير الى أن "الاهلى الشاب" هذا الموسم يسير على درب النجاح بصورة طيبة .. فهل يستمر ؟

لا نحتاج الى تكرار نفس الحديث عن فهم "البدرى" لطريقة لعبه وجرأته فى اشراك أسماء لم تكن لتنال الفرصة فى الوقت الحالى أبدا ، ولعلى أحييه وأشد على يد "المهندس القيعى" على حسن اختيار الوافدين الجدد على الفريق وتحديدا "رأس الحربة المتميز للغاية / فرانسيس" الذى يبدو أنه سيكون وحش الشاشة الاهلاوية فى بطولة العام الحالى ، ولن يكون من السهل أبدا أن يلعب عليه أى مهاجم آخر فى صفوف القافلة الحمراء مهما كان ، وأعود الى الحديث عن "الجهاز الفنى والكابتن حسام البدرى" الذى يقود الفريق باقتدار حتى الآن مقنعا كل من يشاهد أداء اللاعبين وممتعا جمهوره الغفير الذى تشعر أنه بدأ يتراقص مع الألحان العذبة التى يقدمها فريقه من ضغط مستمر طوال المباراة وحيوية ونشاط ، بالاضافة الى لمسات جمالية وهجوم متنوع .. وهو ما افتقدناه كثيرا !

وهذا يعنى أن المهمة أصبحت أصعب على الفريق ، فجمهور الاهلى الآن – ولن أبالغ اذا ما قلت جمهور مصر – أصبح لا ينتظر فقط فوزا عاديا للاهلى – بعيدا عن النغمة النشاز التى أكرهها شخصيا "المهم الثلاث نقاط" – بل ينتظر أداءا هجوميا متطورا يستمر أغلب أوقات اللقاء ، وحالة الفوران الشبابية التى تحيط بالفريق الآن تمنحه شكلا يختلف عن الآخرين ، ولنترك لهم الاهتمام فقط بنقاط كل مباراة بينما علينا ان نستمتع نحن فقط ونلعب ، فهذه هى كرة القدم التى نحبها .. ولم لا ! فعندما ترى حيوية "أحمد حسن ، وبركات" وفى ظل تواجد مجموعة خط الوسط الشابة التى نطالبها ببذل مجهود أكبر للحفاظ على تماسك الفريق فى ظل طريقة لعبه الحالية ، تشعر بان اللاعبين استمعوا الى تعليمات واضحة من جهازهم الفنى تحمل معنى واحد ( فلينطلق كل منكم فى الملعب ليستمتع ويمتع .. وسنفوز ) .. وما أروعها من تعليمات !

فقط هناك بعض علامات الاستفهام حول كثرة اصابات الفريق ، فكلما عاد لاعب أصيب الآخر ، ولعل التدريب البدنى لا علاقة مباشرة له بهذا ، وهو الامر الوحيد الذى يحرم الفريق من لاعبين متميزين للغاية لو تواجدوا سويا فى الملعب ، لا اتخيل ماذا سيحدث ، ففى ظل غياب كوكبة من النجوم ، قدم الاهلى لعبا شيقا ومثيرا للغاية .. وهذه هى ميزة الاهلى الجديد

أما عن مباراة اليوم ، ففريق المصرى البورسعيدى الذى يمثل مدينة باسلة تحمل لها كل مصر الحب والتقدير لتاريخها العظيم فى الكفاح الوطنى ، عندما يلعب فى عرينه يجب أن تحذر كثيرا وألا تتخيل أبدا فى أى لحظة أنها نزهة بسيطة ، فمهما كان حال الفريق ، فانه يتحول الى وحش كاسر لا يرحم زواره – كرويا – الا أن جمهور الاهلى يثق كثيرا فى فريقه الكبير فى تخطى تلك العقبة الصعبة ، وما أكثر تلك العقبات هذا الموسم ! .... وأتصور أن اللعب على ملعب "بورسعيد" الجديد الجميل سيمنح المباراة توهجا زائدا يضاف الى توهج جماهير بورسعيد المتحمسة لدرجة الجنون والتى تبعث النشاط والقوة فى لاعبيها طول دقائق المباراة بلا ملل أو كلل .. كما ان وجود المخضرم "انور سلامة" الذى تعتبر مواجهته دوما من الصعاب ، يزيد من قوة المباراة خاصة مع خبرته الطويلة فى المجال وتقديمه لمباريات رائعة امام بيته الاول "الاهلى" .. ولنا فى مباريات "الاهلى وانبى" العبرة والمثل .. فهل سيتمكن من احراج المارد الاحمر هذه المرة أيضا ؟

وبالتأكيد ، فان اختيار "سلامة" لمهمة تدريب المصرى قرار سليم وصائب للغاية ، فبالرغم من عنفه الواضح وعصبيته الكبيرة ، الا ان هذا الرجل يعتبر واحدا من أفضل مدربى مصر طوال فترة كبيرة جدا ، وفريق المصرى يمتلك أسماءا مميزة أيضا هذا الموسم ممتلئة بالحيوية من صغار السن الذين أثقلتهم تجربة الموسم الماضى ويمكنهم تقديم الأفضل من اجل جمهورهم الغفير .. ويمكن اضافة نتائج الفريق حتى الآن والتى وضعته فى مركز متأخر – بالرغم أن له مباراة مؤجلة – الى الأسباب السابقة لتزيد من عوامل صعوبة اللقاء ، فلن يكون من السهل ان يخسر المصرى مباراة فى ملعبه فى ظل فوزه الوحيد حتى الآن وخسارته لمبارتين .. والاهلى وجهازه يدركان ذلك جيدا ، وبدا هذا واضحا من سياق تصريحات الكابتن / حسام قبل المباراة ..










لن يغير الأهلى كثيرا من أسلوبه او تشكيله ، وأتصور فقط دخول "بركات" منذ بداية اللقاء ليكون التشكيل تقريبا كالآتى :

أحمد عادل عبد المنعم
سيد معوض – شريف عبد الفضيل – وائل جمعة – أحمد على
أحمد حسن – معتز اينو – أحمد فتحى
محمد بركات
فرانسيس – هانى العجيزى

بينما ستفرض أسماء مثل ( احمد شديد قناوى ، محمد عاشور الادهم ، ابراهيم الهلالى ، حيدر أبو بكر وأسامة عزب ) نفسها على تشكيل المصرى فى هذا اللقاء ...

جدير بالذكر أن النادى المصرى قد تأسس عام 1920 وهو أحد الأندية المصرية العريقة ، وان كانت انجازاته الكروية لا ترقى لتاريخ نشأته والحب الجارف من جانب جماهير بورسعيد له ، حيث حقق فقط خلال أكثر من ثمانين عاما بطولة واحدة فقط وهى كأس مصر عام 1998 ..


تقابل الناديان فى 96مباراة ، جاءت نتائجهم كالآتى :











آخر فوز للاهلى كان فى الدور الثانى لبطولة الموسم الماضى فى الأسبوع السابع عشر ، وفاز الاهلى 2/1 .. بينما كان المصرى قد فاز ببورسعيد فى الدور الاول ، وتحديدا فى الأسبوع الثانى ، بهدفين نظيفين ..

كما أفردنا ، فنتوقع مباراة قوية للغاية وان كنت أنتظرها ممتعة ومفتوحة من كلا الطرفين .. واتمنى ان نستمتع جميعا بها فى ظل تواجد جماهيرى غفير ومتوقع وان كنا نود أن يكون ملتزما ومهذبا حتى النهاية ... بالتوفيق لنادينا الحبيب وكل التقدير لزعيم المدينة الباسلة ..